انفصام الشخصيّة بين النظام المصري والمصريين !
- عمرو عنتر اسماعيل
- 26 مارس 2018
- 3 دقائق قراءة

المتأمّل فيما يحدث في مصر الان يمكنه اجمال الموقف باختصار في جملة بسيطة مفيدة الا وهي - الدولة تسعي نحو الرأس ماليّة - والشعب يفكّر بشكل اشتراكي - وهي حالة انفصام شخصيّة واضحة واقصد بكلمة الدولة هنا النظام الحاكم - ليس الدولة ككلّ - الدولة تسعي بخطي ثابتة وسريعة وغير مبالية نحو النظام الراس مالي اللي هوا كل واحد علي حجر ابوه او علي جزء معيّن من حجر ابوه - انا كدولة - انا مالي بيك كشعب انا ابني طرق - اعمل كباري - الم ضرايب - وشكرا - انتا بقي اهتم باكلك وشربك ومواصلاتك وتعليمك وعلاجك وشغلك - وشعارنا في المرحلة دي الفرخة اللي هتنكش - هيّا اللي هتاكل واللي عنده معزة يربطها - والشعب بيفكّر بعقليّة كروت الجاز وبطاقة التومين اللي فيه ناس بتغلط وتقول عليها تموين وتعليم مجاني وتأمين صحّي ودعم بنزين واشتراك في القطر - وهنا بتبان الفجوة طبعا - لكن عشان نكون منصفين فيه رسالتين عاوز اوجههم للدولة ورسالة عاوز اوجهها للشعب - اولا - للدولة في اطار سعيك نحو الراسمالية اخدتي الجزء اللي يفيدك بسّ اللي هوّا ( فويل للمصلّين ) - وقفلتي المصحف - يعني ايه يعني حررتي سعر البنزين بس لسه سايبه الجمارك علي العربيّات - عوّمتي الجنيه - بس لسه محافظة علي قيم المرتّبات - يعني الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون - انتوا بتعاملونا علي اننا ند لكم - مش شعبكم - انتوا بتليّفونا عدم اللا مؤاخذة - ودي نظريّة اقتصاديّة معروفة اسمها طاسة المخ في الأممي وقال علي رأي الشاعر ربّ أمّة طأصّصت في أمخاخها الأوتت فكاتت في أتّاتها الأوسس - حضرتك عاوز تعوّم الجنيه - اديني مرتّبي ناشف - مش تديني مرتّب موظّف في سجلّ مدني مركز ومدينة موزمبيق وتقول لي تذكرة المترو في فرنسا باتنين يورو يعني باربعين جنيه - ما هو يا كده يا كده يا مرتّب موزمبيق وتذكرة مترو بجنيه - يا تذكرة مترو باربعين جنيه واخد مرتّب موظّف في سجل مدني باريس - لكن ما اخدش مرتب موزمبيق واقطع تذكرة مترو باريس - الرسالة التانية انتي دولة رايحة ناحية الراسمالية ماشي - يعني كدولة هتلتزمي فقط بالبنية التحتية علي اساس انها مشاريع لا عائد منها فما فيش قطاع خاص هيعملها زي الطرق والكباري ومحطّات الكهربا فمفهوم انك تصرفي عليها من الضرايب - لكن نتفق اتفاق رجالة انك تبقي دولة راسمالية ما ترجعيش تاني عاوزة تتعاملي اشتراكي - يعني كدولة راسمالية هتبني مدينة صناعية مفهوم انك تبني الطرق توصلي ميه للمدينة - كهربا - صرف لحد كده شكرا - لكن تقومي كمان بانية المصانع وعاطياها لحبايبك وتجيبي حبايبنا يشتغلوا فيها ببلاش كده يبقي فرقنا ايه عن الاشتراكية - عاوزه تستثمري - استثمري من فلوسك - مش من الضرايب واساسا انتي ما عندكيش فلوس - دي كلها فلوس الشعب فلو هتستثمري بيها يبقي ما تبيعيش ناتج استثمارك لاصحاب المال - ينفع نلم من بعض فلوس - ونبعت واحد زميلنا يجيب غدا يقوم لما يجيب الغدا وييجي - عاوز يبيعلنا السندوتشات ازاي how come - لو هتصرفي من فلوسنا يبقي تعملي خدمات مجّانية زي الطرق والكباري - لو هتستثمري فلوسنا - يبقي تدينا حصتنا في الارباح - او سيبي الفلوس معانا واحنا نستثمرها بمعرفتنا وانتي تاخدي حصتك كضرايب تبني بيها المشاريع التي لا عائد لها فاحنا ما بنعملهاش - زي أمّ الطرق والكباري اللي مش لاقي مثال غيرها واللي - بتطبيق نظام الكارتات اصبحت بتخرج من تصنيف انها مشاريع عديمة العائد - انتوا بتليّفونا للمرّة التانية علي فكرة - ولو عاوزه تستثمري معانا يبقي سوق حر مش تمنعوا استيراد سلعة - وتطرحوها انتوا في السوق مش جدعنة يا كباتن علي فكرة - كده رجعنا تاني لان محمد علي هو الزارع الوحيد والصانع الوحيد والتاجر الوحيد والطورشجي الوحيد - بردو يا كده يا كده يا اما تعملي مصانع اشتراكية وجمعيات تعاونية للعاملين بغزل كفر الدوار والموظّف ياخد كوبون يجيب بيه كستور لشارعهم والشارع اللي وراهم - يا اما ترفّقي المناطق الصناعية وتسيبينا نشتغل بمعرفتنا وتاخدي ضرايب والضرايب تصرفيها علي الحاجات غير الاستثماريّة - انما يافطة المصنع راسمالية - وجوا المنظومة كلها اشتراكية كده ما ينفعش يا جدعان - اما الرسالة اللي بوجهها للشعب حبيبي الدولة رايحة نحو مفرمة الراسمالية انسي خلاص موضوع الدعم ومحدودي الدخل ده انسي خلاص فكرة الطبقة الوسطي ما فيش ما فيييييش - وانتا هتتشلّح ومش هتنطق ببنت شفة لن تنبس بكلمة يعني - يا دي النيلة فهمنا بنت شفة - دخلنا في تنبس ما هو يا تنبس ببنت شفة يا تنطق بكلمة يا كده يا كده - وسواءا كنت هتنبس او مش هتنبس فالمستقبل حاجة من اتنين يا واحد هيعرف ينطر نفسه لطبقة رجال الأعمال يا واحد هيقع من القطر والقطر هيدهسه - مش هيفوته - وسعيد الحظ - هو من يدرك ذلك مبكّرا عقلك ف راسك - تعرف خلاصك واللي له ايد وراس - يعمل عمايل الناس - أمّا من سيأخذ طريق الشجب والتنديد فسيصل في يوم ما لمرحلة نقول له فيها لا فائدة من البكاء علي اللبن ف البسكوت - فيلنج لايك بسّ بسّ بسّ انتا كده قطعت لي الشورت ف البسين
תגובות